
كانت شخصية إستثنائية فى تاريخ الهند بل فى تاريخ العالم وسميت سيدة الهند الحديدية.
من كتاب قصة حياة سيدة الهند الأولى: انديرا غانديللكاتبة : كاثرين فرانك،
أرسلها والدها لكي تدرس في الجامعة التي اسسها شاعر الهند الأكبر: طاغور। وقد كتب رسالة خاصة الى سكرتيرة الشاعر يقول فيها: «لي نظرة خاصة عن التربية. لا أريد لابنتي ان تكون مجرد امرأة تغسل الثياب وتنظف البيت॥ اتمنى ان تدخل معترك الحياة العامة كأي شخص آخر، كأي رجل. ولهذا فمن المفضل ان تشتغل في معمل ما لسنة كاملة، مثلها في ذلك مثل بقية العمال والعاملات. لا ينبغي ان تشعر بأنها متميزة عن الآخرين. فالعمل جزء لا يتجزأ من التربية وهو الذي يشكل الشخصية».
رضي بأن تذهب انديرا الى هذه الجامعة لفترة من الزمن قبل ان يتاح لها مغادرة البلاد للدراسة في احدى الجامعات الاوروبية. فيما بعد سوف تقول انديرا غاندي ان جامعة طاغور كانت اهم جامعة درست فيها، وانها تعلمت منها اشياء لم تجدها في اي جامعة هندية او أوروبية اخرى.
عندما وصلت انديرا الى الجامعة المذكورة كان عمر طاغور ثلاثة وسبعين عاماً। وكان له انصار عديدون يحبونه ويبجلونه سواء في جهة الهند ام في جهة الاوروبيين. كان يحظى بسمعة كونية، وقد نال جائزة نوبل للآداب عام 1913. وحتماً كان أول شرقي ينالها.
وبعد موت والدها مرضت نفسياً وشعرت بالكآبة العميقة. وهو نفس الشعور الذي طغى عليها بعد وفاة زوجها الشاب، وإن كانت الصدمة الأولى اشد صعوبة. لم تكن تتوقع ان والدها بشخصيته القوية جداً سوف يموت! حقاً لقد خلف وراءه فراغاً كبيراً. بعدئذ عرض عليها قادة حزب المؤتمر ان تخلفه في رئاسة الوزارة، ولكنها رفضت واعتذرت. وكانت حجتها انها ليست مؤهلة للمنصب حتى الآن. فلا تزال التجربة تنقصها، ولم تكن قد تجاوزت السابعة والأربعين بعد.. وبالتالي فلا يزال الزمن أمامها.
والحق ان هذا الزمن لم يدم طويلاً। فبعد سنتين فقط، أي عام 1966، انتخبت كرئيسة للوزراء. وشعر الجميع عندئذ بأنها ورثت والدها، بل انه تجسد فيها شخصياً. وقد اختارتها مجلة «تايم» الأميركية كشخصية العام ووضعت صورتها على غلافها بالألوان، وكتبت تحتها تقول: «الهند المضطربة بين يدي امرأة!».
في الواقع ان وصول انديرا غاندي الى رئاسة الوزارة في الهند تزامن مع ظهور حركات تحرير المرأة في الغرب. وعلى الرغم من انها قالت انها ليست امرأة متحررة على الطريقة الغربية، إلا ان صحافة الغرب النسائية راحت تستخدم صورتها كشعار لها. وراحت المجلات النسائية تقول: اذا كانت انديرا غاندي تحكم بلداً كبيراً كالهند فهذا يعني ان المرأة قادرة على كل شيء.
وفي عام 1971 جرت انتخابات عامة جديدة في الهند। وكانت اضخم انتخابات ديمقراطية تشهدها الهند في تاريخها كله. فقد صوت فيها ما لا يقل عن (150) مليون مواطن ومواطنة. وكانت النتيجة نجاحاً ساحقاً لانديرا غاندي وحزبها. واصبحت اقوى رئيس وزراء شهدته الهند منذ الاستقلال. والواقع انه حتى والدها لم يحظ بكل هذه الصلاحيات والسلطات.
تأثرت إنديرا بالزعيم الهندي ألمهاتما غاندي وبخاصة فيما يتعلق بالعمل على الخلاص من الاستعمار البريطاني والاعتماد على النفس في سد احتياجات الشعب والحفاظ على وحدة الهند ورفض الاقتتال الطائفي. ومن شدة تأثرها بغاندي باتت تنسب إليه وأصبح يطلق عليها إنديرا غاندي ولبست الرداء الهندي المصنوع يدويا من القطن ولم تبال بسخرية أقرانها الصغار في مراحل التعليم الأولى.
وأثر في إنديرا أيضا أفكار والدها وجهوده السياسية فكانت شخصيتها مزيجا من روحانية النساك وواقعية رجال الدولة.
وكانت إنديرا من أكثر الكارهين للتعصب الديني والطائفي حتى إنها سقطت صريعة بسبب وفائها لهذا المبدأ كما سيأتي عند الحديث عن اغتيالها.
وقد كرست إنديرا معظم حياتها لوحدة الهند الوطنية وإخراجها من التقاليد البالية والانقسامات الاجتماعية المولدة للعنف، كما عرفت كيف تحافظ على استقلال الهند في عالم يتميز بهيمنة الكبار على كل تفاصيل العلاقات الدولية،
فقد كانت حليفا صعبا للسوفيات وخصما عنيدا للأميركان وعدوا لدودا لباكستان، ولكنها في الوقت نفسه عرفت كيف تتمسك بحركة عدم الانحياز وتقيم علاقات حميمة مع العالم العربي وترفض باستمرار ومبدئية الاعتراف بإسرائيل।
وحاولت احتواء بذور الفتنة الطائفية بين الهندوس والمسلمين وبذلت جهدها لمنع انفصال باكستان عن الهند لكن الرغبة في الانفصال كانت أقوى منها।
منابر التنوير
ولعل ابرز انجازات انديرا لبلدها هو منابر التنوير فلقد ورثت اندبرا بلدا مثقلا بالفقر والجهل والمرض وهى امراض مشتركة أصابت العالم معظم دول العالم بعد سنوات الاحتلال واستنزاف ثروات الشعوب فى اسيا وافريقيا.
وكانت الفكرة التى جعلت من الهند الان دولة ناهضة علميا واقتصاديا ,تلفتت حولها لتجد الامراض الثلاثة التى خلفها المستعمر ولم تجد مخرجا منها سوى بالأتجاة لتعليم الاجيال الحديثة وتسليحها بالعلوم الحديثة والمتقدمة، فتركت الأجيال المتوسطة كما هى ونهضت بالاطفال والشباب وعلمتهم وسلحتهم باحدث نظم التعليم وارسلت البعثات لاوروبا وامريكا على ان يعود هؤلاء الشباب لانشاء مراكز تنويرية تشع بضوءها على المناطق المحيطة بها لتاخذ بايدى الاطفال الجدد والمجتمع المحيط بها الى دنيا اكثر نورا وعلما ।
والآن تجنى الهند ثمار هذة التجربة الفريدة وتصبح ثانى دولة فى تكنولوجيا المعلومات والتى أصبحت قاطرة التنمية فى المجتمعات المعاصرة.
1984 أغتيلت اليوم أبرز امرأة في آسيا، هي "أنديرا غاندي"- رئيسة وزراء جمهورية الهند،أغتالها أحد حراسها الشخصيين، وهو من المتعصبين السيخ، وذلك بعدة طعنات بسكين. وزعم أن فعل ذلك انتقاماً منها لانحيازها إلى المسلمين الذين ينازعهم السيخ حول حقيقة السيطرة على المساجد.
من أقوالها
أظن أنه في وقت من الأوقات كانت الزعامة تعني العضلات، أما الآن فهي تعني التجاوب مع الناس.
وقالت أيضا
يميل الناس إلى نسيان واجباتهم وتذكر حقوقهم.