السبت، 6 فبراير 2010
الـ«دى. إن. إيه» من توت عنخ آمون إلى صدام حسين (١) بقلم خالد منتصر ٢/ ٢/ ٢٠١٠
لم يتصور العالمان واطسون وكريك الحائزان على جائزة نوبل ومكتشفا الـ«دى. إن. إيه»، أن هذا الاكتشاف الذى غيّر وجه علم الأحياء والطب رأساً على عقب سيستخدم فى كشف سر الملك الشاب الغامض، أشهر ملوك الكون توت عنخ آمون.. بعد اقتحامه عالم المستقبل والاستنساخ والهندسة الوراثية سيقتحم تحليل الحمض النووى عالم الماضى والتاريخ ويتسلل إلى مقبرة الملك ويفض بكارة أسراره، وسيفك لغز الجنينين المدفونين معه اللذين يحتفظ بهما قصر العينى منذ ١٩٢٢، هل هما من العائلة أم وضعا داخل المقبرة تنفيذاً لأسطورة ولادة ومعيشة توت عنخ آمون فى العالم الآخر طفلاً من جديد؟!
ستؤخذ عينات من المومياوات المصرية وسيحاول العلماء فك شفرة مومياء نفرتيتى التى تبعثر غموضها بين قبائل المومياوات فى المتحف المصرى وظلت مستعصية على الكشف حتى هذه اللحظة، لم يتصور مكتشفا الحمض النووى أنهما سيكونان سبباً فى تعاون كلية الطب مع المجلس الأعلى للآثار لعمل تحليل «دى. إن. إيه» وأشعة مقطعية على ملك رحل عن دنيانا منذ آلاف السنين.
من إثبات بنوة بنت الفنان أحمد الفيشاوى إلى تأكيد تهمة الخيانة على كلينتون، ومن المساعدة فى القبض على صدام حسين إلى المساهمة فى كشف سر توت عنخ آمون، من الماضى إلى المستقبل، ومن معامل الطب إلى ساحات المحاكم، كان البطل دائماً هو الـ«دى. إن. إيه» والبصمة الوراثية، فلنحاول التعرف على قصص وحكايات هذا السر المدهش.
تأجل إعلان القبض على صدام حسين إلى حين التأكد من مطابقة الـ«D.N.A» المستخلص من الأسير صدام المشكوك فى أمره بالـ«D.N.A» الذى أخذه الأمريكان من صدام فى السابق فى زمن التحالف ضد إيران، كان من السهل على الأمريكان أن يحتفظوا بشفرة صدام الوراثية، وكانت الطرق التى تخيلها المحللون كثيرة ومتعددة، فمنها الأكواب التى كان يشرب منها صدام، ومنها فرشاة الأسنان أو المشط،
وهناك عقب السيجار الكوبى الفاخر الذى كان يدخنه بشراهة والذى من خلال اللعاب المتعلق به يمكن الكشف عن هذه الشفرة، وهناك غير ذلك تحليل البول وهى نفس الطريقة التى استخدمها الموساد فى حفظ شفرة حافظ الأسد الوراثية أو طريقة تحليل البصاق أو الدم أو السائل المنوى أو العظام أو خصلة الشعر بشرط أن تكون فيها البصيلة.. إلخ،
وهى كلها طرق تعتمد على قراءة هذه المادة الوراثية المدهشة التى تميز كل فرد فى هذا الكون، والتى لا يمكن أن تتشابه إلا فى التوائم المتطابقة أو لو أردنا الدقة، فهى من الممكن أن تتكرر بنسبة واحد فى المليون مليون مليون، وبما أننا ستة آلاف مليون نسمة تقريباً على ظهر الكرة الأرضية فالتكرار مستحيل،
وهذه المادة الوراثية التى تشكل كياننا وصفاتنا وهويتنا لا يزيد وزنها على ستة من مليون مليون من الجرام، وبما أن كل فرد منا ينشأ من خلية واحدة تسمى الزيجوت وهى ناتج التقاء الحيوان المنوى بالبويضة ثم يتضاعف الـ«D.N.A» فى الخلايا لتصبح حوالى ستين ألف بليون خلية، وإذا جمعنا كل الـ«D.N.A» للستة بلايين إنسان فإن وزنه لن يزيد على ٣٦ ملليجراماً!!
تخيلوا مادة بهذه الضآلة تتحكم فى مصائرنا وترسم خريطة أحلامنا ومستقبلنا وتثبت هويتنا، إنها ببساطة بصمة الحياة ولغزه فى نفس الوقت.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق